التخطي إلى المحتوى الرئيسي







لم يعنيني جمال الورد، ولم يعنيني عبقه، ولم يشدني ذلك الاندهاش 
عند وصوله، بل سرح تفكيري مصورا معاني الاهتمام، معاني القرب 
رغم البعد، معانٍ عظيمة شردت فيها بروحي ذاهبة في مخيلتي أقلب 
في الذاكرة صورا كثيرة، مشتعلا قلبي بمشاعر لا يطفؤها شكر، 
أشغلتني أكثر مما أشغلني جمال الورد ورائحته، شغلني صاحبها
عن عظيم جمالها، وروحه الني فاضت في، شغلتني 
عن التمتع في النظر إليها، فتصورته ناظرة فيه، ملتمسة قربه ..
 لكن يدي كانت ممسكة بها، وعيني ناظرة إليها، 
 والذي يرى ابتسامتي وجسدي الساكن، لا يفهم أين أنا بل يراني
 هنا، ولاعلى ماذا أبتسم سوى أنني سعيدة بالورد، ولن تترجم له 
عيني المشاعر  الحقيقية التي أحملها، رغم أن تلك المشاعر والصور 
لا تفارقنا في حقيقة حياتنا، بل تكون منطفئة، وتشعلها بعض 
الكلمات والمواقف، التي لا نكون بحاجة لها لنعرف مكانة قربهم 
ووصلهم، لكنها فقط تؤجج ساكنا ... 
هذه مشاعر علاقة إنسانية، ترتقي بارتقاء هدف العلاقة، 
والرابط الواصل بينها ..

ماذا عن أؤلائك الذين لهم نفس المشاعر بعلاقة ربانية!!
أي حياة تلك التي يعيشونها! .. أي قرب ذلك الذي يشغل 
الإنسان بالمنعم عن النعم، فما إن يرى جمال زهرة، حتى تتزاحم
 في روحه معاني العبودية، ويشتعل سكونه حبا، وتفيض عيناه 
شوقا لمحبوبه، فيرى جمال الخالق فيما أبدع، ولم ينشغل يوما
عن تلك المعاني لكن نظره في النعم، هو عين نظره لمن أنعم،
 فترى عيناه ناظرتان إلى الزهرة، لكنه في مكان آخر يجول حبا
 وطربا، ربما تكلمه فلا يجيب حتى يعود من تلك الرحلة الروحية،
 التي شغلته عن دنياه، عندما رأى زهرة! .. 

ذلك قرب المقربين، وحب العاشقين، فزد وصلا، تزد قربا، تذق حبا،
 تمت شوقا ...

19 ذو القعدة 1441 هـ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انتهت القصة قبل أن تبدأ 🍃

قلّبت الصفحات .. حتى انتهى الكتاب .. كانت النهاية صادمة .. طول فترة قرائتي لم يخطر لي لحظة أن تكون النهاية بهذه الصورة او بتلك الهيئة .. صدمت حقاً .. أغلقت الكتاب ووضعته جانبا .. و ألقيت بجسدي على الفراش .. أدور بمخيلتي يمنة و يسرى .. علّي أجد بين ما احتويته نهاية أفضل .. و لكن مهما غيرت و بدلت!! حقيقتها ثابتة.. مؤلمة ..صادمة .. كم من قصص في حياتنا كانت نهايتها صادمة .. و كم من أناس تخيلنا أننا لن نفقدهم في حياتنا .. كم من أصدقاء نقشنا معهم أحلام الطفولة  و في الجامعة تذكرناهم ذكرى جميلة.. كم من أشخاص دخلو حياتنا و فارقوها دون أن يودعو .. كم شغلت قلوبنا بأناس و أناس منهم من خرج بسكون .. و منهم من ترك مكانه فارغا .. و منهم من يستعيده عند الحاجة .. نعم قلوبنا مساكن .. فلنختر ساكينيها باتقان!! كم من شمعة أنرناها و أطفئت قبل أن نستفيد من ضيائها .. كم من حلم بنيناه في مخيلاتنا و لوناه على دفاترنا و هدمه واقعنا .. ليست نظرة تشائم بل واقع حياة .. لكن ... نهايتها أبسط من نهاية ذلك الكتاب .. فبأيدينا.. بكلماتنا.. بأفكارنا .. بتماسكنا .. و بأملنا .. بحبنا .. بصدقنا .. تكتب نهاية قصتنا .. فلن...

هل ترانا نلتقي ؟!

هل ترانا نلتقي أم أنها كانت اللقيا على أرض السراب ثم ولت وتلاشى ظلها واستحالت ذكريات للعذاب هكذا أسأل قلبي كلما طالت الأيام من بعد الغياب وإذا طيفك يرنو باسماً وكأني في استماع للجواب أولم نمضي على الحق معاً كي يعود الخير للأرض اليباب فمضينا في طريق شائك نتخلى فيه عن كل الرغاب ودفنا الشوق في أعماقنا ومضينا في رضاء واحتساب قد تعاهدنا على السير معاً ثم أعجلت مجيباً للذهاب أيها الراحل عذراً في شكاتي فإلى طيفك أنات عتاب قد تركت القلب يدمي مثقلاً تائهاً في الليل في عمق الضباب وإذا أطوي وحيداً حائراً أقطع الدرب طويلاً في اكتئاب وإذا الليل خضم موحش تتلاقى فيه أمواج العذاب لم يعد يبرق في ليلي سنا قد توارت كل أنوار الشهاب غير أني سوف أمضي مثلما كنت تلقاني في وجه الصعاب #مقتبس #نشيد