التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2015

كـم أخبرتها ..

حدثت نفساً ذات مرةً ،، بحت لها بخفاياي ،، أخبرتها عن همٍّ أثقل عاتقي ،، أخبرتها كم حمل هذا الهمَّ أناس و توارثوه ،، أخبرتها كم عملوا له ، كم سخروا من أوقاتهم له ،، أخبرتها كم بحثوا و كتبوا فيه ،، أخبرتها كم ألّفوا قلوباً له ،، أخبرتها كم هو منالٌ عظيم و غاية كبرى ،، أخبرتها كم هو شاقٌّ الطريق له ،، أخبرتها أنّه دين عظيم ، لم تحمله جبال تثبت الأرض ،، و حمله رسول كريم ، صادق أمين ،، أخبرتها بأنّه لو عاد من غربته ، لحقنت الدماء ، و عاد السلام ،، أخبرتها كم سمعت من قصصه أعاجيب كالخيال ،، من عدل ، و رحمة و أحداث لا تأتي إلا في المنام ،، أخبرتها أني أحببته و أحببت لو أنّ الناس كلها تحبّه ،، فتتعلمه لتعمل به ،، أخبرتها كم رسمت الأحلام لذلك ،، و كتبت الأقوال في ذلك ،، أخبرتها كم أتمنى الموت و انا ثابة عليه ،، ثمّ بكيت بين يديها حتى غفوت ،،  و قبيل الفجر صحوت من موتتي الصغرى و لم أعلم من حدثت ،،  شكرتها في نفسي أنها سمعت لي ، و عاهدتها أن أسير على نهج ذلك الدين حتى تقوم قائمته و يعود عز الناس بالإسلام و يخلعو ثوب العبودية لغير الله ،،

" ذات ليلة ☁️"

كانت ليلة قاسية البرودة .. سحبت الغطاء و أسندت الوسادة على الفراش و جلسة أُدفئ نفسي قليلا .. حملت أحد الكتب التي كنت أقرؤها .. فقرأت منه القليل ثم قطعت الكهرباء .. كان ذلك الشعور القاسي الذي أصاب به مع كل انقطاع للكهرباء ،أٓن أُجبر على ترك ما بدأت به .. فوضعت الكتاب جانباً .. و استلقيت على السرير .. كان صوت الهواء في تلك الليلة مخيفاً جداً .. كنت لا أميزه عن صوت إطلاق القذائف .. فبدأت أتخيل ذلك الطفل النائم على حافة الطريق و الآخر الذي كان يبيع علب المناديل .. و تلك العوائل التي أصبحت مساكنها إما بيت من خراب أو حديقة تعرت أشجارها من أوراق الربيع و لبست قسوة الشتاء .. كيف هي أحوالها مع تلك الأجواء .. بدأت تتسلل الدموع من عيني  فأغلقتها  بقسوة و أجبرت نفسي على النوم .. أنتظر الغد ، لأنتهي من تقديم احدى مواد الجامعة .. مرّ الليل على كل نائم بسكون .. و على من أرق بخوف و رعب شديدين .. و أتى الفجر و تلاه الضحى .. جهزت نفسي و خرجت سائرة للجامعة .. و ما إن اقتربت الساعة السابعة .. و إِذ بصوت الراجمة يسمع من اليمين و يتلوه صوت الدمار من اليسار .. ثم توالت أصوات القذائف و الصواريخ .. و ...

ودعت خلي..

ودعت خلي دامعاً.. للعهد خلي باقياً.. لنهاية دربي صاحباً.. في حب ربي أخوةً.. لجنة خلدٍ رفقةً..