لم يعنيني جمال الورد، ولم يعنيني عبقه، ولم يشدني ذلك الاندهاش عند وصوله، بل سرح تفكيري مصورا معاني الاهتمام، معاني القرب رغم البعد، معانٍ عظيمة شردت فيها بروحي ذاهبة في مخيلتي أقلب في الذاكرة صورا كثيرة، مشتعلا قلبي بمشاعر لا يطفؤها شكر، أشغلتني أكثر مما أشغلني جمال الورد ورائحته، شغلني صاحبها عن عظيم جمالها، وروحه الني فاضت في، شغلتني عن التمتع في النظر إليها، فتصورته ناظرة فيه، ملتمسة قربه .. لكن يدي كانت ممسكة بها، وعيني ناظرة إليها، والذي يرى ابتسامتي وجسدي الساكن، لا يفهم أين أنا بل يران...
أحيانا قربنا من شخص ما، يجعلنا منه وفيه، يجعل أرواحنا متصلة اتصالا لا سبيل لانفكاكه، لا في قرب ولا في بعد، لا في حياة ولا في ممات .. نستحضره في أذهاننا بأقل شرود، نذكر مواقفه بكل حادث يحدث.. اعلم أن ذلك الشخص هو أنت، وأنك تمثله شئت أم أبيت، فكن وفيّا له من ألا ترى إلا حيث يحب أن يرى، وألا تقول إلا ما يحب قوله، فأنت أمام الناس تمثل صورته، لأن كلّا منكما انعكاس روح أحدكما في جسد الآخر .. فكن وفيّا معه في غيابه 🤍.. #للذكرى1441 27-06-2020