قد أتفهم أن محادثة المحبوب تخفف الآلام المعنوية، ولكن كيف لها أن تخفف الآلام الماديّة.. ماذا يفعل هذا المحبوب بالجسد العضال فيمنحه جرعة مسكن أو ربما مخدرا كاملاً فالجسد يصارع الآلام والمحب في سكون تام ما هو شعور أولائك الصالحين حين يقفون الساعات الطوال بين يدي محبوبهم يناجونه وكأنهم في حضرته .. تتورم الأقدام وتحمر الجفون والمحب كأنه لبس روحه وترك الجسد خاويا يقاسي الآلام .. كيف يبتر عضو من الجسد والجسد لا يهتز هنيهه لأنه في مناجاة مع المحبوب!.. كيف يصبح الموت مطلبا في سبيل المحبوب وغاية في رضاه.. كيف يتحمل المحب الصلب والتعذيب وكأنه يشعر بلذة وهو يقول أحد أحد .. فيا خسارة من أحب من لا يستطيع مناجاته ولقائه والخلوة معه في كل حين! .. كم يقاسي من الآلام وهو ينتظر وصلا من محبوبه .. أولائك الصالحين تحملّو العذاب الماديّ قبل المعنوي وتلذذو بالقرب والاصطفاء.. والآن نرانا لا نتحمل الهجر من الناس والذي يكاد يكون ألما معنوياً مؤقتا يكاد يزول بزوال هذه الحياة.. فليكن محبوبك ومعبودك.. فلتكن العبد القريب المطيع.. فلتكن في زمرة .. يحبهم ويحبونه.. 29-6-2018م