كانت ليلة قاسية البرودة .. سحبت الغطاء و أسندت الوسادة على الفراش و جلسة أُدفئ نفسي قليلا .. حملت أحد الكتب التي كنت أقرؤها .. فقرأت منه القليل ثم قطعت الكهرباء .. كان ذلك الشعور القاسي الذي أصاب به مع كل انقطاع للكهرباء ،أٓن أُجبر على ترك ما بدأت به .. فوضعت الكتاب جانباً .. و استلقيت على السرير .. كان صوت الهواء في تلك الليلة مخيفاً جداً .. كنت لا أميزه عن صوت إطلاق القذائف .. فبدأت أتخيل ذلك الطفل النائم على حافة الطريق و الآخر الذي كان يبيع علب المناديل .. و تلك العوائل التي أصبحت مساكنها إما بيت من خراب أو حديقة تعرت أشجارها من أوراق الربيع و لبست قسوة الشتاء .. كيف هي أحوالها مع تلك الأجواء .. بدأت تتسلل الدموع من عيني فأغلقتها بقسوة و أجبرت نفسي على النوم .. أنتظر الغد ، لأنتهي من تقديم احدى مواد الجامعة .. مرّ الليل على كل نائم بسكون .. و على من أرق بخوف و رعب شديدين .. و أتى الفجر و تلاه الضحى .. جهزت نفسي و خرجت سائرة للجامعة .. و ما إن اقتربت الساعة السابعة .. و إِذ بصوت الراجمة يسمع من اليمين و يتلوه صوت الدمار من اليسار .. ثم توالت أصوات القذائف و الصواريخ .. و ...